[مقدمة المؤلف]
[تصوير نسخه خطى]
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
الحمد للّه الذي دلّنا على الطريق القويم و منّ علينا بالهداية الى الصّراط المستقيم و وفّقنا عند تفرّق الأهواء و تشعّب الآراء للتّمسّك بكتابه المبين و هدانا عند تخالف المذاهب و تباين المشارب الى التّشبّث بأذيال أهل بيت نبيّه سيّد المرسلين و أشرف الأوّلين و الآخرين (صلوات اللّه و سلامه عليه و عليهم أجمعين) صلاة و سلاما دائمين الى يوم الدّين و بعد فانّ الفقير الى اللّه الغنىّ محمّد المشتهر ببهاء الذين العامليّ وفّقه اللّه للعمل في يومه لغده قبل ان يخرج الأمر من يده يقول انّ أهمّ ما توجّهت اليه الهمم العوالي و أحقّ ما نقضت عليه الأيام و اللّيالى هو العلوم الدّينيّة الّتي عليها مدار أمر الإسلام و المعارف الملّيّة الّتي إليها دعى الأنبياء عليهم السّلم سيّما علم الحديث و درايته و نقله و روايته و البحث عن حاله و التفحّص على رجاله و الوقوف على رموزه و الوصول الى كنوزه فإنّه بعد علم التّفسير منبع العلوم الشّرعيّة و أساس الأحكام الأصليّة و الفرعيّة فطوبى لمن وجّه اليه همّته و بيّض عليه لمّته و جعله شعاره و دثاره و صرف فيه ليله و نهاره و هذا الكتاب بذلت فيه جهدي و جعلته تذكرة لاولى الألباب من بعدي ينطوى على عيون الأحاديث الواردة في الأحكام العمليّة و يحتوي على خلاصة ما رواه أصحابنا رضى اللّه عنهم بالأسانيد المعتبرة عن العترة النّبوية كنز مذخور بصحاح الأحاديث و حسانها و بحر مسجور بلؤلؤ الاخبار و مرجانها موشّحة أحاديثه بتفسير المباني و تقرير المعاني و تبيين النكات و توضيح المغلقات و استكشاف الدّلائل و استنباط المسائل الى غير ذلك ممّا انجرّ اليه الكلام في بعض الأوقات من سوانح المباحثات و لوائح المطارحات ممّا سمح به النّظر القاصر و انتهى اليه الفكر الخاسر و هذا الكتاب انّما يعرف قدره من تأمّل أصول أصحابنا قدّس اللّه أرواحهم بعين بصيرة و سبر اغوار تلك الكتب بيد غير قصيرة و أفنى في