بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
فصل في ذكر من كان من رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) بمنزله صاحب الشرطة من الأمير [ (1)]
خرج البخاري في كتاب الأحكام من حديث محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، قال: حدثني أبى عن ثمامة، عن أنس بن مالك رضى اللَّه تبارك و تعالى عنه، قال: إن قيس بن سعد كان يكون بين يدي رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، ذكره في باب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الّذي فوقه [ (2)].
و خرجه الترمذي [ (3)] في كتاب المناقب بهذا السند، و لفظه عن أنس رضى اللَّه تبارك و تعالى عنه، قال: كان قيس بن سعد، من النبي (صلّى اللَّه عليه و سلم) بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير. قال الأنصاري: يعنى مما يلي من أموره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الأنصاري [حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري نحوه، و لم يذكر فيه قول الأنصاري] [ (4)].
____________
[ (1)] الشرطة في السلطان: من العلامة و الإعداد، و رجل شرطي و شرطي: منسوب إلى الشرطة، و الجمع شرط، سموا بذلك لأنهم أعدوا لذلك و أعلموا أنفسهم بعلامات. و قيل: هم أول كتيبة تشهد الحرب و تتهيأ للموت. (لسان العرب): 7/ 330.
[ (2)] (فتح الباري): 13/ 167، كتاب الأحكام، باب (12) الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الّذي فوقه، حديث رقم (7155).
قال الحافظ في (الفتح): و في الحديث تشبيه ما مضى بما حدث بعده، لأن صاحب الشرطة لم يكن موجودا في العهد النبوي عند أحد من العمال، و إنما حدث في دولة بنى أمية، فأراد أنس تقريب حال قيس عند السامعين فشبهه بما يعهدونه.
[ (3)] (سنن الترمذي): 5/ 647- 648، كتاب المناقب، باب (52) في مناقب قيس بن سعد بن عبادة رضى اللَّه تبارك و تعالى عنه، حديث رقم (3850).
[ (4)] زيادة للسياق من (سنن الترمذي).