المقدّمة [للتحقيق]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
[كلام حول الكتابة في عهد النبي (صلى الله عليه و آله)]
بعث رسول اللّه (صلى الله عليه و آله)، و من يحسن الكتابة في ارض الجزيرة قليلون جدا، حتى لقد كان الكتّاب في مكة المكرمة يعدون على الأصابع. و لذا فقد كانت مدة البعثة في مكة متخصصة- في الأعم الأغلب- لبناء الشخصية الاسلامية و تربية المسلمين القلائل الذين منّ اللّه عليهم بدينه.
و كانت هذه القلة القليلة من المسلمين المتعلمين تتحمل عبء كتابة الوحي على القراطيس و العسب و الأحجار الخفاف و الأدم (الجلود).
و لما هاجر الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله) إلى المدينة حث المسلمين على تعلم الكتابة، و كتابة القرآن و حفظه، فكان رجال من صحابته مختصّين بكتابة الوحي.
و لما وقعت غزوة بدر و أسر المسلمون فيها عددا من المشركين كان فيهم من يعرف الكتابة، فجعل رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) فكاك أسرهم لقاء تعليمهم عشرة من صبيان المسلمين القراءة و الكتابة.
فكان رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) أول ناشر للكتابة في الاسلام في مدينته المنورة و بين أصحابه المسلمين.