المقدمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد للّه الذي ابتدع العوالم بعلمه و قدرته، و أفاض علينا العلوم برحمته لنلمس من خلالها آثار عظمته؛
و الصلاة و السلام على نبيّنا محمّد (صلى اللّه عليه و آله) أكرم خلقه و أشرف بريّته؛ و على الأئمة الطاهرين المعصومين من آله و ذرّيته؛ و بعد ....
نقدّم بكلّ فخر و اعتزاز مجلّدا آخر من مجلّدات الموسوعة الكبرى:
«عوالم العلوم و المعارف و الأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال، و مستدركاتها»
يتناول في صفحاته بعضا من جوانب الحياة العظيمة الواسعة للإمام الشبيه بجدّه خاتم النبيّين، و الباقر لعلوم الأوّلين و الآخرين (1):
سيّدنا و مولانا «محمّد بن عليّ بن الحسين» (عليهم السّلام) خامس الكواكب العلويّة الاثني عشر، المشعّة من شمس العصمة الفاطميّة في سماء العظمة الأحمديّة، و المتلألئة في رحاب النبوّة المحمديّة (صلوات الله عليهم أجمعين).
عزيزي القارئ: لقد تسلّم إمامنا الباقر (عليه السّلام) قيادة الأمّة الإسلاميّة بعد شهادة والده الإمام السجّاد (عليه السّلام)- إذ كان اللّه قد حباه بالإمامة، و خصّه بالنيابة العامّة عن
____________
(1)- قيل: إنّ سبب تلقّبه (عليه السّلام) بالباقر، هو لقوله «استصرخني الحقّ، و قد حواه الباطل في جوفه، فبقرت خاصرته، و أطلعت الحقّ من حجبه حتى ظهر و انتشر بعد ما خفي».
و قيل: لكثرة سجوده حتى بقر جبهته. و ما في المتن أظهر.
انظر باب ألقابه (عليه السّلام)، و راجع مرآة الزمان في تواريخ الأعيان: 5/ 78.