الجزء التاسع عشر
باب الهاء
1Lو الهاءُ مِن الحُرُوفِ الحَلْقِيَّة، و هي: العَيْنُ و الحاءُ و الهاءُ و الخاءُ و الغَيْن؛ و هي أَيْضاً مِن الحُرُوفِ المَهْموسَةِ، و هي: الهاءُ و الحاءُ و الخاءُ و الكافُ و الشينُ و السينُ و التاءُ و الصادُ و الثاءُ و الفاءُ. و المَهْموسُ حَرْفٌ لانَ في مَخْرَجِه دونَ المَجْهور، و جَرَى مع النَّفَس فكانَ دونَ المَجْهورِ في رَفْعِ الصَّوْت.
قالَ شيْخُنا: و أُبْدِلَتِ الهاءُ من الهَمْزةِ في هياك و لهنك قائم، و هَرَاقَ و هَرَادَ في أَرَاقَ و أَرَادَ؛ و مِن الألفِ قالوا:
هنه في هنا، و من الياءِ قالوا في هذي هذه وَقْفاً، و مِن تاءِ التأْنِيثِ وَقْفاً كطلحة.
فصل الهمزة
أبه [أبه]:
أَبَهْتُه بكذا: زأننته (1) به، أَي اتَّهَمْتُه به.
و أَبَهَ له و به، كمَنَعَ و فَرِحَ، الأُولى عن أَبي زيْدٍ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، أَبْهاً ، و يُحَرَّكُ ، و فيه لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتبٌ؛ فَطِنَ.
أَو أَبَهَ للشَّيءِ أَبْهاً : نَسِيَهُ ثم تَفَطَّنَ له. و قالَ أَبو زيْدٍ: هو الأمْرُ تَنْساهُ ثم تَنْتَبِه له.
و قالَ الجوْهرِيُّ: و يقالُ ما أَبهتُ له، بالكسْرِ، آبَهُ أَبَهاً مِثْل نَبَهاً.
و هو لا يُؤْبَهُ له: لا يُحْتَفَلُ به لحقَارَتِه؛ و منه
16- الحدِيثُ : «رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذي طِمْرَيْن لا يُؤْبَهُ له، لو أَقْسَم على اللَّهِ لأَبَرَّه» .
و أَبَّهْتُه تأْبِيهاً : نَبَّهْتُه و فَطَّنْتُه؛ كِلاهُما عن كُراعٍ، و المَعْنَيانِ مُتَقارِبانِ. 2L و أَبهْتُه بكذا: أَزْنَنْتُهُ به.
و الأُبَّهَةُ ، كسُكَّرَةِ: العَظَمَةُ و البَهْجَةُ و المَهَابَةُ و الرّواءُ؛ و منه
1- قوْلُ عليِّ، رضِيَ اللَّهُ تعالى عنه : «كمْ مِن ذِي أُبَّهَةٍ قد جَعَلْتُه حَقِيراً» .
و يقالُ: ما عليه أُبَّهَةُ المُلْكِ، أَي بَهْجتُه و عَظَمَتُه.
و أَيْضاً: الكِبْرُ و النَّخْوَةُ؛ و منه
17- حدِيثُ مُعاوِيَةَ : «إذا لم يَكُنِ المَخْزوميُّ ذا بَأْوٍ و أُبَّهَةٍ لم يُشْبِه قَوْمَه» .
؛ يريدُ أَنَّ بَني مَخْزومٍ أَكْثَرُهم يكُونُونَ هكذا.و تأَبَّهَ الرَّجُلُ على فلانٍ: تَكَبَّرَ و رَفَعَ قدرَهُ عنه؛ و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لرُؤْبَة:
و طامِح من نَخْوَةِ التَّأَبُّهِ
و تَأَبَّهَ من
____________
3 *
كذا: تَنَزَّه و تَعَظَّمَ؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشرِيُّ.
و بهه الأَبَهُّ للأَبَحِّ، مَوْضِعُه «ب هـ هـ» ، و غَلِطَ الجوْهرِيُّ في إيرادِه هنا. و نَصّ الجوْهرِيُّ: و رُبَّما قالوا للأبَحِّ بهه أَبَهُّ ؛ و أَجابَ عنه شيْخُنا بما لا يُجْدِي فأَعْرَضْنا عنه مع أَنَّ الجوْهرِيَّ ذَكَرَه في بهه ثانِياً على الصَّوابِ، و كأَنَّ الذي ذَكَرَه هنا قَوْل لبعضِهم.
*و ممَّا يُسْتدركُ عليه:
آبَهْتُه ، بالمدِّ: أَعْلَمْتُه؛ عن ابنِ بَرِّي، و أَنْشَدَ لأُمَيَّة:
إذْ آبَهَتْهم و لم يَدْرُوا بفاحشةٍ # و أَرْغَمَتْهم و لم يَدْرُوا بما هَجَعُوا (2)
أته [أته]:
التَّأَتُّهُ مُبْدلٌ من التَّعَتُّهِ؛ هكذا ذَكَرَه الجوْهرِيُّ.
____________
(1) في القاموس: «زَنَنْتُه» ، و في التكملة: أزننته.
(3) (*) في القاموس: «عن» بدل: من.
(2) اللسان.