الجزء التاسع عشر
تتمة التراجم
بِسْمِ اَللََّهِ اَلرَّحْمََنِ اَلرَّحِيمِ*
1-ذكر أبي محجن و نسبه[1]
نسبه
أبو محجن عبد اللّه[2]بن حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن عنزة بن عوف بن قسيّ و هو ثقيف، و قد مضى نسبه في عدّة مواضع.
و أبو محجن من المخضرمين الّذين أدركوا الجاهلية و الإسلام، و هو شاعر فارس شجاع معدود في أولي البأس و النّجدة، و كان من المعاقرين للخمر المحدودين في شربها.
نفاه عمر بجزيرة حضوضي مع ابن جهراء ففر منه
أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الأحول، عن ابن الأعرابيّ، عن المفضّل، قال:
لمّا كثر شرب أبي محجن الخمر، و أقام عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه عليه الحدّ مرارا و هو لا ينتهي، نفاه إلى جزيرة في البحر يقال لها حضوضى[3]، و بعث معه حرسيّا[4]يقال له ابن جهراء، فهرب منه على ساحل البحر، و لحق بسعد بن أبي وقّاص، و قال في ذلك يذكر هربه من ابن جهراء:
الحمد للّه نجّاني و خلّصني # من ابن جهراء و البوصيّ[5]قد حبسا
من يجشم البحر و البوصيّ مركبه # إلى حضوضى فبئس المركب التمسا
/أبلغ لديك أبا حفص مغلغلة # عبد الإله إذا ما غار أو جلسا
أنّي أكرّ على الأولى إذا فزعوا # يوما و أحبس تحت الرّاية الفرسا
أغشى الهياج و تغشاني مضاعفة # من الحديد إذا ما بعضهم خنسا[6]
[1]هذه الترجمة جاءت بالجزء الحادي و العشرين و موضعها هنا كما جاءت في ف و غيرها من النسخ المخطوطة الموثوق بها.
[2]في «المؤتلف و المختلف» للآمدي ط. الحلبي/133: حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة الثقفي.
[3]قال الحازمي: حضوضى: جزيرة في البحر، و في «معجم ياقوت» : حضوضى: جبل في الغرب، كانت العرب في الجاهلية تنفي إليه خلعاءها.
[4]الحرسي: واحد حرس السلطان.
[5]البوصي: ضرب من السفن (فارسي معرب) .
[6]خنس: تأخر و تخلف.