[مقدمه]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
نلتقي صدفة وجها لوجه بأثر نفيس من آثار القرن الخامس الهجري التاريخية باليمن عندما وجدنا في المخطوط الذي يحمل رقم 2678 بمكتبة جامع صنعاء تاريخ صنعاء للمؤرخ إسحق بن جرير الصنعاني، و هو تاريخ طالما تحسّر على فقدانه جمهور المؤرخين و ظل مجهولا عندهم حتى لا يكاد يعلم بوجود نسخة مخطوطة منه سوى تلك النتف اليسيرة التي أوردها المؤرخ الجندي في كتابه السلوك.
و لا نغالي إذا قلنا انه أول كتاب وصلنا في تاريخ اليمن يعني بالتاريخ من حيث هو تاريخ أحداث و حوليات سنوية تؤرخ لليمن بتسلسل و انتظام، و هو يحتل هذه الرّيادة إذا علمنا أن أوّل كتاب تاريخي عرفناه و وصل إلينا هو كتاب سيرة الهادي يحيى بن الحسين لعلي بن محمد بن عبيد اللّه العلوي المتوفى نحو سنة 310 ه ليس فيه من التّاريخ إلّا ما كان يتعلّق بسيرة هذا الإمام و أخباره السياسية، ثم جاءت كتب الهمداني لتعنى بالجغرافيا و الأنساب و ليس فيها من التاريخ إلّا ما جاء عرضا.
و حتى كتاب تاريخ مدينة صنعاء لأحمد بن عبد اللّه الرازي (على فرض انه سبق مؤلف كتابنا هذا و الصحيح في ذلك العكس) نجد هذا التاريخ الذي نشره الدكتور حسين العمري يعنى بفضائل صنعاء و الرّواية عنها على طريقة المحدثين و لا نظفر بشيء من التاريخ و الحوادث اليومية التي شهدتها تلك المدينة الجليلة.
و قد أتى كتابنا هذا ليسد هذه الثغرة في كتاب معاصره العلامة الجليل أحمد بن عبد اللّه الرازي فجاء استيعابا كاملا لحوادث مدينة صنعاء التاريخية