مقدمة المحقق بقلم: عبد المجيد القيسي
يعد هذا الكتاب أول تاريخ جامع واف، كتبه عن تاريخ عمان أحد أبنائها البررة و قد ظل منذ قرنين من الزمان المصدر الأول و الأهم- إن لم يكن الأوحد- الذي عنه نقل الاخرون و منه نهلوا، فهو يعطي للقارئ العجلان صورة شاملة وافية عن تاريخ القوم بأمجاده و ماسيه و هو يتيح للباحث المتعمق مادة أصلية لمزيد من الدرس و الاستقصاء.
فالكتاب ظاهره كتاب تاريخ، و هو يشمل تاريخ العرب منذ أيام الجاهلية حتى أواسط العصر العباسي ثم يعرج على تاريخ عمان فيخصص له فصولا من الكتاب، و بهذا فهو يعتبر المصدر الرئيسي إن لم يكن الأول للتاريخ العماني و عنه نقل من جاء بعده من المؤرخين، لكن الغرض الأهم الذي قصد إليه الكتاب هو البحث في نشوء العقائد الدينية، و هو يعرضها من وجهة نظر خاصة لفرقة إسلامية كريمة ينتظم فيها أغلب أهل عمان و بعض من أهل المغرب و شمال أفريقيا و هي الفرقة الأباضية، و الواقع أن المؤلف أراد من وضع هذا الكتاب الدعوة إلى عقيدته الأباضية أو دفع الشبهات عنها و ليس أدل على هذا من قوله في المقدمة" و صنفت هذا الكتاب ... و جعلت ظاهره في القصص و الأخبار و باطنه في المذهب المختار ... عسى إنهم لأصول المذهب يعرفون و لأهل الحق بالحق يعترفون".
و تقتضينا أمانة البحث أن نسارع إلى القول إن ما ننشره اليوم هو الجزء الخاص بتاريخ عمان من هذا الكتاب فقط، و لهذا اسميناه" المقتبس من كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة" و هو و إن يكن جزءا صغيرا منه إلا أنه من