40
و الكاشفيّة؛ و لذا لا يعقل الجعل فيه أصلا، حيث قال- بعد تصريحه أوّلا: بأنّ الطّريقيّة من لوازم ذات القطع كزوجيّة الأربعة- ما هذا لفظه: «بل بوجه يصحّ أن يقال: إنّها عين القطع» (1).
و كذا يظهر ذلك من المحقّق العراقي (قدّس سرّه) حيث قال: «فإنّ القطع من جهة كونه بذاته و حقيقته عين انكشاف الواقع ...» (2).
و تبعهما بعض الأعاظم (قدّس سرّه) حيث قال: «إنّ حقيقة القطع هو نفس الانكشاف و ذاته، فلا يعقل الجعل فيه أصلا ...» (3).
و لكن لا يمكن المساعدة على هذه المقالة؛ و ذلك، لأنّ القطع هو العلم، و العلم إمّا يكون من سنخ المقولة و هي- بناء على المشهور- كيف نفسانيّ، و- بناء على غيره- فعل أو انفعال أو نحوهما؛ و إمّا يكون من سنخ آخر فوق المقولة، كالوجود؛ و لذا ورد في الحديث «العلم نور ربّاني يقذفه اللّه تعالى في قلب من يشاء من عباده» (4).
و نتيجة ذلك: أنّه ليس القطع و العلم عين الطّريقيّة و الكاشفيّة، بل و ليست جزءا له- أيضا- كما لا يخفى، و إنّما هي من آثار حقيقة القطع و العلم.
و إن شئت، فقل: العلم نور، فكما أنّ النّور هو الظّاهر بالذّات و المظهر للغير، كذلك العلم، فإنّه هو الظّاهر بذاته و هو عين المعلوم بالذّات، و المظهر لغيره و هو المعلوم بالعرض.
____________
(1) فوائد الاصول: ج 1، ص 6 و 7.
(2) نهاية الأفكار: ج 3، ص 6.
(3) مصباح الاصول: ج 2، ص 15.
(4) شرح اصول الكافي: ج 2، ص 79.