12
مهج الدعوات و امان الأخطار و نحوها و كتب البهائي كمفتاح الفلاح و غيره و كتب المجلسي كزاد المعاد و تحفة الزائر و غيرهما و هكذا غيرها من الكتب التي علم انتسابها إلى علمائنا الكرام (1) جزاهم الله عن الإسلام و أهله خير الجزاء
(الثاني) في بيان من يصح تقليده و من لا يصح و بيان حقيقة التقليد
اعلم ان أهم ما يشترط وجوده فيمن يرجع إليه في التقليد هو الاجتهاد و أهم ما يتوقف عليه الاجتهاد هو وجود القوة القدسية التي يتمكن بها من رد الفروع إلى الأصول و استنباطها منها و استقامة السليقة التي يتمكن بها من فهم المراد من كلمات أهل بيت العصمة (صلوات الله عليهم) و إشاراتهم و هذه القوة و تلك الاستقامة من الملكات النفسانية التي لا تحصل بالكسب (2) و إنما هي بيد الله سبحانه يؤتها لمن يشاء من عباده في مبدأ الفطرة حسبما تقتضيه حكمته و إرادته و لعله إلى هذا أشير بما ورد من ان العلم ليس بكثرة التعلم و إنما هو نور يقذفه الله بقلب من يشاء (و يشترط) فيه بعد إحراز الاجتهاد أمور فمنها البلوغ و العقل و الذكورة و الإيمان و العدالة و طهارة المولد إجماعا كما في الروضة و
____________
(1) بل و حتى الكتب التي لم يعلم انتسابها إلى أربابها إذا كانت مشتملة على أدعية و أذكار و أوراد و ختومات مثل ختم الواقعة و نحوها من السور الشريفة فان الذكر و الدعاء كالصلوات خير موضوع فمن شاء استقل و من شاء استكثر و كثيرا ما نصحح الأسانيد بالمتون، و على كلام الأنبياء و أوصيائهم مسحة نور إلهية يعرفها أهلها و لا يسري ذلك إلى مثل الطلسمات و الاوفاق و ما أشبه ذلك من أعمال المحتالين و الدجالين فانها إشراك و مصائد فليحذر المؤمنون منها و الله العاصم.
(الحسين)
(2) لعل المراد ان الكسب ليس هو العلة التامة في حصولها إذ كم من سائر لا يزيده كثرة السير الا بعدا عن الغاية لا ان الكسب لا اثر له. كيف و قد ابى الله أن يجري الأمور الا بأسبابها و لم نجد أحدا من متعارف البشر جاءته ملكة الاجتهاد بدون سعي و كد بل السعي و الكد لا بد منه فان كان ممن له استعداد و أهلية حصلت له تلك الملكة بمعونة الحق جل شأنه و بألطافه. و الا خاب سعيه و لم يصل إلى الغاية مهما جد و اجتهد و لا يختص هذا بعلم الأصول أو الفقه بل عامة العلوم و سائر الصنائع و الفنون على هذا فليس كل من اشتغل في فنّ يصير فنانا و لا كل من جد في صنعة يكون أستاذا و إنما على قدر المكاسب و المواهب تعلو الدرجات و تسمو الملكات و تعظم الهبات.
(الحسين)