الجزء السادس
[تتمة كتاب الصلاة]
[ (فصل في الأذان و الإقامة)]
(فصل في الأذان و الإقامة)
[فصل في أحكامهما]
لا إشكال في تأكد رجحانهما في الفرائض اليومية، أداء و قضاء،
____________
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
الحمد للّه رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف خلقه محمد و آله الطاهرين.
(فصل في الأذان و الإقامة) الأذان شعار الأمة الإسلامية و الشريعة المقدسة الختمية، يقام هذا الشعار العظيم- الداعي إلى التوحيد و خلع الأنداد- في كلّ يوم و ليلة مرات، و ينادى في الجوامع و المجامع بأعلى الأصوات إلى الرسالة الحقة الإلهية و أفضل العبادات و الطاعات، و يكون نحوا من إتمام الحجة على العباد إلى يوم التناد.
و المعروف بين العامة أنّ الأذان أخذه النبيّ (صلّى اللّٰه عليه و آله) من رؤيا عبد اللّه بن زيد في منامه (1)، و نقل ذلك بالنسبة إلى رؤيا أبيّ بن كعب أيضا (2)، و هذه القصة علي أي تقدير باطلة من جهات:
الأولى: إجماع الإمامية على خلافها.
الثانية: النص الدال بأنّ الأذان شرّع في ليلة الإسراء، فأذّن جبرئيل لصلوات رسول اللّه (صلّى اللّٰه عليه و آله) هناك (3).
الثالثة: مقام النبوة- لا سيما خاتم الأنبياء- يجلّ من أن يأخذ حكما إلهيا عام البلوى في أمته برؤيا شخص من أمته، و الظاهر بل المعلوم أنّ أصل القصة افتعلت بعد وقوع التغيير في فصول الأذان خوفا من تهييج أذهان سواد الناس بأنّ هذا
____________
(1) راجع الوسائل باب: 1 من أبواب الأذان و الإقامة حديث: 3.
(2) كما في موثق ابن أذينة راجع الوافي ج: 5 صفحة: 13. و راجع سنن ابن ماجه باب الأذان.
(3) راجع الوسائل باب: 1 من أبواب الأذان و الإقامة.