بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
الحمد للّٰه ربّ العالمين، و الصلاة على نبيّنا محمّد و آله الطاهرين، و اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
أمّا بعد: إنّ كتاب (وسيلة النجاة) رسالة علمية عملية ألّفها فقيه عصره و فريد أوانه آية اللّٰه العظمى السيّد أبو الحسن الأصفهاني (قدّس اللّٰه نفسه الزكية)، و قد علّق عليها الفقهاء عليها من بعده بآرائهم الخاصّة، و منهم السيّد الإمام آية اللّٰه العظمى الحاج آقا روح اللّٰه الموسوي الخميني أفاض اللّٰه تعالى عليه من شآبيب رحمته.
و بعد قيامه ضدّ الحكومة الپهلوية الطاغية نُفي إلى بورسا من بلاد تركيا و فيها أدرج الحواشي و نظراته في وسيلة النجاة. و بعد مهاجرته إلى النجف الأشرف أتمّها و حرّرها و سمّاها تحرير الوسيلة، يقول الإمام نفسه:
فقد علّقت في سالف الزمان تعليقة على كتاب وسيلة النجاة تصنيف السيّد الحجّة الفقيه الأصبهاني (قدّس سرّه) العزيز، فلمّا اقصيت في أواخر شهر جمادى الثانية عام 1384 ه عن مدينة قم إلى بورسا من مدائن تركيا لأجل حوادث محزنة حدثت للإسلام و المسلمين لعلّ التاريخ يضبطها و كنت فارغ البال تحت النظر و المراقبة، أحببت أن أدرج التعليقة في المتن لتسهيل التناول، و لو وفّقني اللّٰه تعالى لأضيف إليه مسائل كثيرة الابتلاء (1). فصار التحرير رسالة علمية عملية له.
و ما مضى زمان طويل من طبع هذا الكتاب حتّى شمّر ذراع الجدّ و الجهد أحد تلامذته و خاصّته فقدم شرحاً استدلاليّاً لتحرير الوسيلة حاوياً لأكثر المباني الفقهيّة من القدماء و المعاصرين لا سيّما المباني المختصّة بالسيّد الإمام (رحمه اللّٰه) لتحرير الوسيلة، و هو فقيه العصر و المرجع الديني الكبير في هذا الزمان سماحة آية اللّٰه العظمى الشيخ محمد الفاضل اللنكراني مدّ ظلّه العالي. و سمّاه (تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة) فكتب الشرح على بعض أبوابه و طبع في حياة السيّد الإمام الخميني (قدّس سرّه)، و بعد رحلة الإمام أيضاً استمرّ بتأليف الكتاب.
فقد قال الشارح: قد شرعت فيه في بلدة يزد المعروفة بدار العبادة و الإيمان حينما كنت مقيماً فيها بالإقامة الإجبارية من ناحية الحكومة الجائرة الپهلوية لأجل المبارزة معه تبعاً و اقتداء بالإمام ..
شرعت في شرح الكتاب و اشتغلت به جميع مدّة إقامتي فيها الذي هو سنتان و أكثر من نصف، و وفّقت في تلك المدّة لتأليف مجلّدات متعدّدة منه (2).
و حتّىٰ الآن صدرت منه المجلّدات التالية:
1 الاجتهاد و التقليد، 2 المياه، 3 أحكام التخلّي، 4 غسل الجنابة، التيمّم، المطهّرات. 5 النجاسات و أحكامها، 6 الصلاة ج 1، 7 11 الحجّ في خمسة أجزاء، 12 الإجارة، 13 الحدود، 14 القصاص، 15 الديات.
و أمّا التي ما زالت تحت الطبع: المواريث، الطلاق، النكاح، المضاربة و الشركة و المزارعة، القضاء و الشهادات.
نسأل اللّٰه تبارك و تعالى أن يمدّ في عمره المبارك حتّى يتمّ العمل و يبلغ الأمل و هو إتمام الشرح لما يقرب من أربعين مجلّداً.
و هذا كتاب القصاص بين أيديك أيُّها القارئ العالم، و قد طبع أول مرّة في سنة 1407 ه.
و بعد تأسيس مركز فقه الأئمّة الأطهار (عليهم السّلام) عزمنا على تجديد طبعه بحلّة جديدة، تتضمّن تخريجاً للآيات و مصادر الروايات و مدارك ما حواه من أقوال لعلماء و آراء لفقهاء كان الكتاب بحاجة إليها. و قد تمّ هذا المشروع بجهود جماعة من الفضلاء في المركز:
1) حجّة الإسلام و المسلمين الشيخ حسين الواثقي: المشرف المباشر.
2) الأخ الفاضل الشيخ محمد مهدي المقدادي: تخريج المصادر.
3) حجّة الإسلام الشيخ عباد اللّٰه السرشار الميانجي: المقابلة.
نسأل اللّٰه تعالى أن يوفّقنا لإخراج تمام أجزائه. إنّه سميع مجيب قم المقدّسة مركز فقه الأئمّة الأطهار (عليهم السّلام) غرّة شهر اللّٰه الأكبر، رمضان المبارك 1420 ه
____________
(1) مقدّمة تحرير الوسيلة.
(2) ص 7 من المقدّمة من كتاب الاجتهاد و التقليد من الطبعة الاولى.