[مقدمة المؤلف]
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
الحمد للّه الذي فضل مداد العلماء على دماء الشهداء، و جعلهم ورثة الأَنبياء، و مصابيح الهدى في اللجج الظلماء.
و الصلاة و السلام على سيد الأَنبياء محمّد و آله الأَتقياء.
أمّا بعد: فقد بعث النبي- (صلى الله عليه و آله و سلم)- بشريعة بيضاء متكاملة الجوانب أُنيطت بها سعادة البشر في آجله و عاجله، فبقاؤها و استمرارها كظهورها رهن عوامل ساهمت مساهمة فعالة، أبرزها الدور الذي قام به أئمّة أهل البيت- (عليهم السلام)- من خلال تربية طليعة واعية أخذوا الشريعة من منهلها العذب و معينها الصافي و نشروها في الأُمّة بغية صيانتها عن الزوال و الاندثار، و قد تلتهم طبقات أُخرى من العلماء ورثوا هذه المهمة الصعبة منهم، فأخذوا على عاتقهم نشر الشريعة و بيان العقيدة عبر القرون، فتجلّت جهودهم الفكرية و العلمية في كتبهم و آثارهم الخالدة.
فالواجب المحتّم على الأُمّة الإِسلامية هو تقدير جهودهم، و تثمين أعمالهم، و إحياء مآثرهم للحيلولة دون أن يغمر ذكرهم و تنطمس معالمهم.
و انطلاقاً من هذا المبدأ فقد عطرت كتب المعاجم و السير بأسمائهم، و أُلّفت في سيرهم عشرات الكتب يقف عليها كلّ من سبر رفوف المكتبات و مخازن الكتب.