على يدي مصعب بن عمير. و لما هاجر الناس آخى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بينه و بين زيد بن حارثة، و لم يشهد بدرا.
و في الحديث الّذي صححه الترمذي عن أبى هريرة أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قال
«نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أسيد بن الحضير» و ذكر جماعة.
و قدم الشام مع عمر و أثنت عليه عائشة، و على سعد بن معاذ، و عباد بن بشر، رضى اللَّه عنهم. و ذكر ابن بكير أنه توفى بالمدينة سنة عشرين، و أن عمر حمل بين عموديه و صلى عليه و دفن بالبقيع، و كذا أرخ وفاته سنة عشرين الواقدي و أبو عبيد و جماعة.
أنيس بن مرثد بن أبى مرثد الغنوي
هو و أبوه و جده صحابة و كان أنيس هذا عينا لرسول اللَّه يوم حنين،
و يقال
إنه الّذي قال له رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) «اغد يا أنيس إلى امرأة هذا فان اعترفت فارجمها»
و الصحيح أنه غيره، فان في الحديث «فقال لرجل من أسلم» فقيل: انه أنيس بن الضحاك الأسلمي. و قد مال ابن الأثير إلى ترجيحه و اللَّه أعلم. له حديث في الفتنة قال إبراهيم بن المنذر: توفى في ربيع الأول سنة عشرين.
بلال بن أبى رباح الحبشي المؤذن مولى أبى بكر
و يقال له بلال بن حمامة. و هي أمه. أسلم قديما فعذب في اللَّه فصبر فاشتراه الصديق فأعتقه، شهد بدرا و ما بعدها. و كان عمر يقول: أبو بكر سيدنا و أعتق سيدنا. رواه البخاري. و لما شرع الأذان بالمدينة كان هو الّذي يؤذن بين يدي رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و ابن أم مكتوم يتناوبان، تارة هذا و تارة هذا، و كان بلال ندي الصوت حسنه، فصيحا، و ما
يروى
«أن سين بلال عند اللَّه شينا»
فليس له أصل. و قد أذن يوم الفتح على ظهر الكعبة. و لما توفى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) ترك الأذان، و يقال أذن للصديق أيام خلافته و لا يصح. ثم خرج إلى الشام مجاهدا، و لما قدم عمر إلى الجابية أذن بين يديه بعد الخطبة لصلاة الظهر، فانتحب الناس بالبكاء. و قيل إنه زار المدينة في غضون ذلك [فأذن فبكى الناس بكاء شديدا و يحق لهم ذلك] [ (1)] رضى اللَّه عنهم.
و ثبت في الصحيح أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قال لبلال
«إني دخلت الجنة فسمعت خشف نعليك أمامى فأخبرني بأرجى عمل عملته».
فقال:
ما توضأت إلا و صليت ركعتين.
«فقال بذاك» و
في رواية
«ما أحدثت إلا توضأت و ما توضأت إلا رأيت أن على أن أصلى ركعتين»
قالوا: و كان بلال آدم شديد الأدمة طويلا نحيفا كثير الشعر خفيف العارضين. قال ابن بكير: توفى بدمشق في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة. و قال محمد بن إسحاق و غير واحد: توفى سنة عشرين. قال الواقدي: و دفن بباب الصغير و له بضع و ستون سنة
____________
[ (1)] لم ترد في الحلبية.