نحن[1]الملوك فلا حيّ يقاربنا # منّا الملوك و فينا يؤخذ الرّبع[2]
تلك المكارم حزناها مقارعة # إذا الكرام على أمثالها اقترعوا
كم قد نشدنا من الأحياء كلّهم # عند النّهاب و فضل العزّ يتّبع
/و ننحر الكوم[3]عبطا[4]في منازلنا # للنازلين إذا ما استطعموا شبعوا
و نحن نطعم عند المحل ما أكلوا # من العبيط إذا لم يظهر القزع[5]
و ننصر الناس تأتينا سراتهم # من كلّ أوب فتمضي ثم تتّبع
فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى حسّان بن ثابت فجاء، فأمره أن يجيبه.
فقال حسان:
إنّ الذوائب[6]من فهر و إخوتهم # قد بيّنوا سنّة للنّاس تتّبع
/يرضى بها كلّ من كانت سريرته # تقوى الإله و بالأمر الذي شرعوا
قوم إذا حاربوا ضرّوا عدوّهم # أو حاولوا النّفع في أشياعهم نفعوا
سجيّة تلك منهم غير محدثة # إنّ الخلائق فاعلم شرّها البدع
لا يرقع[7]النّاس ما أوهت أكفّهم # عند الدّفاع[8]و لا يوهون ما رقعوا
إن كان في الناس سبّاقون بعدهم # فكلّ سبق لأدنى سبقهم تبع
أعفّة ذكرت في الوحي عفّتهم # لا يطمعون و لا يزري بهم طمع[9]
[1]ورد هذا الشعر في «ديوان» حسان و «سيرة ابن هشام» (ص 935 طبع أوربا) و «الطبري» (قسم 1 ص 1712 طبع أوروبا) باختلاف عما هنا.
[2]كان من عادة العرب في الجاهلية إذا غزا بعضهم بعضا و غنموا، أخذ الرئيس ربع الغنيمة خالصا دون أصحابه، و ذلك الربع يسمى المرباع. و رواية البيت في «السيرة» و «الطبري» :
نحن الكرام فلا حيّ يعادلنا # منا الملوك و فينا تنصب البيع
[3]الكوم: جمع أكوم و هو البعير الضخم السنام، و الأنثى كوماء.
[4]عبط الذبيحة عبطا: نحرها من غير داء و لا كسر و هي سمينة فتية. و يقال للناقة: عبيطة، و الجمع عبط (بضمتين) و قد تسكن عينه.
[5]ورد هذا البيت في «نهاية ابن الأثير» و «اللسان» (مادة سدف) هكذا:
و نطعم الناس عند القحط كلهم # من السديف إذا لم يؤنس القزع
و السديف: شحم السنام. و القزع: السحاب، أي نطعم الشخم في المحل. و في الأصول: «الفرع» بالفاء و الراء، و هو تصحيف.
[6]ورد هذا الشعر أيضا في «السيرة» (ص 936 طبع أوربا) و «الطبري» (قسم 1 ص 1714 طبع أوروبا) و «الديوان» باختلاف يسير عما هنا.
[7]كذا في أ، ء، و «ديوانه» (ص 23 طبع أوروبا) . و في سائر الأصول: «يرفع» بالفاء.
[8]كذا في «ديوانه» . و في الأصول: «الرقاع» .
[9]في «الديوان» :
لا يطبعون و لا يرديهم الطمع