239- «من فارق الجماعة شبرا .. فقد خلع ربقة الإسلام».
و أخرجه العسكري بلفظ التّرجمة، و زاد «قيل يا رسول اللّه؛ ما معنى ليس منّا!!- قال- ليس مثلنا». و عند أبي نعيم و الطّبراني في «الكبير» و «الصغير» برجال ثقات؛ عن ابن مسعود رفعه: «من غشّنا فليس منّا، و المكر و الخداع في النّار»؛ أي: صاحبهما يستحقّ دخول النّار إن لم يعف اللّه عنه، لأن الداعي إلى ذلك الحرص و الشّحّ و الرغبة في الدّنيا، و ذلك يجرّ إلى النّار. و أخذ الذّهبي أنّ الثلاثة من الكبائر، فعدّها منها. و للدّارقطني بسند ضعيف؛ عن أنس: «من غشّ أمّتي فعليه لعنة اللّه» انتهى زرقاني على «المواهب».
239- ( «من فارق) بقلبه و لسانه و اعتقاده، أو ببدنه و لسانه (الجماعة) المعهودين؛ و هم جماعة المسلمين.
قال العامريّ في «شرح الشهاب»: لفظ الجماعة ينصرف لجماعة المسلمين لما اجتمع فيهم من جميل خصال الإسلام، و مكارم الأخلاق، و ترقّي السّابقين منهم إلى درجة الإحسان؛ و إن قلّ عددهم، حتّى لو اجتمع التّقوى و الإحسان في واحد كان هو الجماعة. انتهى.
(شبرا) أي: قدر شبر. كنى به عن ترك السّنّة و التمسّك بالبدعة؛ و لو بأدنى نوع من أنواع التّرك، أو بأقلّ سبب من أسباب الفرقة؛
(فقد خلع ربقة الإسلام») من عنقه، أي: أهمل حدود اللّه و أوامره و نواهيه، و تركها بالكليّة. قال في «النّهاية»: مفارقة الجماعة ترك السّنّة و اتّباع البدعة، و الرّبقة- في الأصل-: عروة تجعل في عنق البهيمة أو يدها، تمسكها. فاستعارها للإسلام، يعني: ما يشدّ به المسلم نفسه من عرى الإسلام؛ أي: حدوده و أحكامه و أوامره و نواهيه. انتهى.
و الحديث ذكره في «كنوز الحقائق» مرموزا له برمز الإمام أحمد، و أبو داود و الحاكم؛ عن أبي ذرّ.