وسائل نجاتهم من الاخطار و أنهم قد حفظوا على انسابهم (ارسانها).
و بالغوا في ذلك و حكوا الحكايات عن الكراب على الفرس أو حمل الاثقال عليها ... مما يدل على ان القوم كما يهتمون بانفسهم يرعون بعين الاهتمام ما هو أعز لديهم من خيول لانها وسائل نجاتهم و كسبهم في حروبهم ...
4- الفخذ:
و يقال له (البديدة) و جمعها بدايد و الفندة و جمعها (فند) و كذا يقال له (بيت) كما تقدم. و الفخذ في الاصل عدة بيوت من جد قريب لا يكاد يتجاوز الجد الخامس في الاغلب. و هذا تابع لكثرة النفوس، و لظهور من ينال مكانة و يحصل على مقدرة شخصية و مواهب مؤهلة حتى يكون رأس بيت او فخذ جديد.
و نرى التلازم و التكاتف بين افراد هذه البيوت و التضامن بينهم قويا جدا فالمسؤولية الشخصية للواحد على الآخر متجلية في هذا ... كما ان التكافؤ في الحقوق ظاهر ... و من ثم تتضاءل الرابطة حينما تعلو و تقل و حينئذ يكون التكاتف في المصلحة العامة و الاحوال التي تخص القبيلة او العشيرة ...
و من هنا ساء ظن من زعم ان هؤلاء و حوش لا جامعة تجمعهم و لا رابطة تربطهم، و انهم بيوت مبعثرة في الصحراء. و اننا لنعجب ممن يكتب و لا يعرف حقيقة ما يكتب و إنما يقرأ بعض المباحث من المغرضين و يتخيلها حقيقة فيبني عليها اوهاما من عنده و مطالعات فاسدة من رأيه فيحسب انه قطع جهيزة كل كاتب و خطيب ... و الحال ان الفخذ في تضامن و تكاتف وفق ترتيب معهود لديهم و شكل منظم معروف ... و ركنه الركين الاحتفاظ بحياة الجماعة، و التكاتف للشر غير مقصود ... فهو ضمان الجماعة، و دعامة بقائها، و أس صلاحها ..