من مثله و إله الخلق فضّله* * * و الإنس و الجن ترجو شفاعته
فأعظم اللّه أجرها في أبيها المصطفى المختار (صلى الله عليه و سلم) و على آله و أصحابه الأخيار.
2- و عائشة زوج النبي (صلى الله عليه و سلم) الذي مات في بيتها بين سحرها و نحرها و كان عمرها وقتئذ ثمان عشرة- فقد جاء في تاريخ الخميس نقلا عن الاكتفاء، قالت رضي اللّه تعالى عنها: توفي رسول اللّه بين سحري و نحري و في دولتي لم أظلم فيه أحدا، فمن سفاهة رأيي و حداثة سني، أن رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) قبض و هو في حجري ثم وضعت رأسه على و سادة و قمت ألتدم مع النساء، و أضرب وجهي. و لم توفي جاء التعزية يسمعون الصوت و الحس و لا يرون الشخص: السلام عليكم يا أهل البيت، و رحمة اللّه و بركاته، كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة- إن في اللّه عزاء من كل مصيبة، و خلفا من كل هالك، و دركا من كل فائت، فباللّه فثقوا و إياه فارجو، فإنما المصاب من حرم الثواب و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته. فقال علي: أتدرون من هذا، هو الخضر (عليه السلام) (كذا في المشكاة نقلا عن دلائل النبوة) ا ه. من التاريخ المذكور.
و معنى ألتدم: أضرب صدري- و ليس ضرب عائشة، رضي اللّه تعالى عنها، صدرها و وجهه كضرب عامة الناس و إنما هو ضرب بالتخفيف مرتين أو ثلاثا عن غفلة و دهشة ثم رجعت لصوابها- كما اعتذرت عن ذلك بقولها: فمن سفاهة رأيي و حداثة سني- و هذا إن صح و ثبت عنها و اللّه تعالى أعلم بما أصاب أزواجه (صلى الله عليه و سلم) فجميعهن بيوتهن متلاصقات في بقعة صغيرة من مسجده (صلى الله عليه و سلم) يعرفن كل ما يقع و كيف صارت حالتهن و هن ألصق الناس برسول اللّه (صلى الله عليه و سلم).
3- و أبو بكر الصديق، رضي اللّه تعالى عنه، فإنه لما جاءه الخبر، دخل على رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) و هو مسجى بثوب حبرة، فكشف عن وجهه عليه الصلاة و السلام و جثا يقبله و يبكي. و قد ثبته اللّه تعالى، فكان من الراسخين، ثم خرج إلى المسجد يسكن الناس حيث كانوا يبكون، ثم خطب فيهم كما سيأتي في مسألة عمر- فلم يكن أثبت و أحزم من أبي بكر و العباس كما سيأتي عنه.
4- و عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه، فإنه لما توفي رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) خبل فجعل يصيح و يتوعد المنافقين- قال سالم بن عبيد اللّه الأشجعي: لما مات رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم)، كان أجزع الناس عمر بن الخطاب، رضي اللّه تعالى عنه- فأخذ بقائم سيفه و قال: لا أسمع أحدا يقول: مات رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) إلا ضربته