النبي (صلى الله عليه و سلم): هلا أخبرتني؟ قال: كرهت أن أوقظك. فمسحه النبي (صلى الله عليه و سلم) فذهب ما به من الورم و الألم. ثم قال: فأين ثوبك يا أبا بكر؟ فأخبره بما فعل، فعند ذلك رفع النبي (صلى الله عليه و سلم) يده فقال: اللهم اجعل أبا بكر في درجتي يوم القيامة. فأوحى اللّه إليه قد استجاب لك. كذا في المنتقى خرجه الحافظ أبو الحسين بن بشر و الملا في سيرته عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن الغنوي.
و عن ابن عباس: قال له رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم): رحمك اللّه صدقتني حين كذبني الناس، و نصرتني حين خذلني الناس، و آمنت بي حين كفر بي الناس، و آنستني في وحشتي فأي منة لأحد علي مثلك. خرجه في فضائله، ذكره في الرياض النضرة.
و في معالم التنزيل قال رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) لأبي بكر: أنت صاحبي في الغار و صاحبي على الحوض.
قال الحسن بن الفضل: من قال إن أبا بكر لم يكن صاحب رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) فهو كافر لإنكاره نص القرآن، و في سائر الصحابه إذا أنكر يكون مبتدعا لا كافرا. انتهى من تاريخ الخميس.
وقت الخروج من الغار و السفر إلى المدينة
جاء في تاريخ الخميس في الجزء الأول منه عن وقت خروجه (صلى الله عليه و سلم) من غار ثور و عن وقت وصوله إلى المدينة المنورة ما نصه:
و في الاستيعاب: أذن اللّه له في الهجرة إلى المدينة يوم الاثنين، و كانت هجرته في ربيع الأول و هو ابن ثلاث و خمسين سنة، و قدم المدينة يوم الاثنين قريبا من نصف النهار، في الضحى الأعلى لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول. هذا قول ابن إسحاق، و كذا قال غيره، إلا أنه قال: كان مخرجه إلى المدينة لهلال ربيع الأول.
و قال أبو عمرو و قد روي عن ابن شهاب أنه قدم المدينة لهلال ربيع الأول.
و قال عبد الرحمن ابن المغيرة: قدم المدينة يوم الاثنين لثمان خلون من ربيع الأول.
و قال الكلبي: خرج من الغار ليلة الاثنين أول يوم من ربيع الأول و قدم المدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت منه، قال أبو عمرو و هو قول ابن إسحاق إلا في تسمية اليوم فإن ابن إسحاق يقول يوم الاثنين و الكلبي يقول يوم الجمعة، و اتفقا