562
كأنّما يطلب شيئا ضيّعه (1)
ممّا سبب الفرقة بين الملك و رئيس وزرائه و استراح بذلك الإخوة الأربعة من معاداة رئيس الوزراء لهم بإقصاء الملك إيّاه من منصبه، و الأمر الذي يأتي في الفرد يأتي في الجماعة أيضا و في الرأي العام أيضا.
____________
(1) و هما الأبيات 16- 20 من قصيدة عدد أبياتها 20 بيتا، من البحر الرجز، و مطلع القصيدة:
«لا تزجر الفتيان عن سوء الرعة». للشاعر أبي عقيل لبيد بن ربيعة بن مالك العامري ينتهي نسبه بمعد بن عدنان، عم حزام بن خالد بن ربيعة والد أم البنين زوجة أمير المؤمنين (عليه السّلام). و يعدّ من شعراء الجاهلية و أصحاب المعلّقات المخضرمين و الفرسان المعمرين، حيث عمّر مائة و أربعين سنة، ولد سنة 45 ق. ه (560 م). أدرك الإسلام، و أسلم عند ما وفد على الرسول الأكرم (صلى اللّه عليه و آله و سلم) مع جماعة من قبيلته و حسن إسلامه. برع في الهجاء و الرثاء و وصف حيوانات الصحراء. استوطن الكوفة أيام عمر بن الخطاب و أقام فيها. و في يوم طلب عمر بن الخطاب من لبيد أن ينشده شعرا فقرأ سورة البقرة، و قال: ما كنت لأقول شعرا بعد أن علمني اللّه سورة البقرة. توفي في الكوفة سنة 41 ه (661 م)، و له ديوان شعري مطبوع، و قد ذكرت هذه الأبيات في ديوانه ص 92. و لم يقل في الإسلام إلّا بيتا واحدا.
الحمد للّه إذ لم يأتني أجلي * * * حتى كساني من الإسلام سربالا
و قيل في سفينة البحار: ج 7 ص 563 مادة لبد:
الحمد للّه لما ينتهي أجلي * * * حتى لبست من الإسلام سربالا
و قيل في الاستيعاب القسم الثالث: ص 1335:
الحمد للّه إذ لم يأتني أجلي * * * حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
و من شعر له:
ألا كل شيء ما خلا اللّه باطل * * * و كل نعيم لا محالة زائل
قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) حول هذا البيت: (أصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد). للمزيد راجع:
الاستيعاب في معرفة الاصحاب القسم الثالث: ص 1335، الشعر و الشعراء لابن قتيبة:
ص 148، الأغاني: ج 16 ص 5718، تاريخ الأدب العربي لحنّا فاخوري: ص 181، أدباء العرب:
ج 1 ص 144، شرح المعلقات السبع: ص 85، معلقات العشر و أخباء شعرائها للشيخ أحمد الشنقيطي.